cccc

cccc

تحدث طبيبي النفسي عن ذلك الإنسان الذي يعود من المجاعة ناسيا كيف يأكل. على الموائد المعدة للمصالحة يقيء لاإراديا. أعتقد أنني أقيء أيضا بأشكال مختلفة Subversiveness is neither cool nor adolescent

الأحد، أغسطس ٢٤، ٢٠٠٨

 



عضات صوتية 1

"عندك اصحاب؟"
"قصدك صاحبات؟ يوووه، كتييير."
"لأ. صحاب. فريندز. مش جيرلفريندز."
"هو مالو قلب برنامج حياتي كده ليه؟ يا موز: قوليلي بصراحة: إتبليتي شوية لما سمعتي صوتي؟"

ناديا تفتح عينيها عن آخرهما وتنظر إلى سمير، تصنع بيدها في الهواء كوب شاي وبالأخرى ملعقة تغرسها فيه، هي الإشارة المتفق عليها كي يحل أحدهما مكان الآخر بينما يستريح الأول قليلا. تستمر في الكلام مع المستمع وهي تتحرك

"إنت قاعد في الضلمة؟"
"ومش بس كده!"
"ومولع سيجارة؟"
"أومال!"
"آخر مرة حد زارك في البيت كان إمتى؟"

سمير وناديا يحرصان على أن تتم عملية انتقال السماعات من أحدهما إلى الآخر ثم جلوسه على كرسي المكتب الجلدي الضخم المترهل (الذي تبرع به والد سمير) خلف الميكروفون والشاشة بسلاسة ودونما إحداث أدنى صوت. العملية كلها من الإشارة إلى انتهاء التبادل لا تستغرق أكثر من بضع ثوان، ينطلق بعدها صوت سمير ليخض المستمع

"بخ! أنا قرصان الليل!"
توت توت توت. انقطع الاتصال.
يضحك سمير. "أوعى وشك. باين في حد هنا بيخاف من المواجهات السخنة!!"

"المهم: دلوقتى يا جماعة: شوية طراوة. شوية شقاوة. دلوقتي زي ما وعدناكوا أجدد أغنية لفرقة بانانا إيجيبت "عاوز تنيك لازم تنيك" رييييييييدي جوووو"



ربما ستحاول أن تنام قليلا. أول مرة يستمر فيها البث لكل هذه المدة. عيناها لم تر النوم منذ أكثر من سبعين ساعة. اختيار المخبأ كان موفقا فعلا هذه المرة. لكن القلق بدأ ينتابها. لم يتوقعوا نصرا مثل هذا. قبل اليوم لم يجرؤوا على أن يبثوا لأكثر من خمس ساعات متواصلة من نفس المكان، خوفا من أن تتمكن السلطات من تقفي أثرهم. انتابها الشك لبضعة لحظات في التفسير الذي طرحه حسين، أن "الحكومة ملهية بمليون بلوة أخرى!" ربما الغرور دفعك إلى التمادى أكثر من اللازم هذه المرة يا حسين. ربما نحن كلنا صرنا واثقين من أنفسنا بشكل زائد عن اللزوم. وماذا لو كنا بصدد الوقوع في فخ كبير؟

تترنح قليلا في طريقها إلى المطبخ. حسين يدخن سيجارة ويخرج الدخان من فمه ببطئ على هيئة دوائر. يترك كرسيه لتجلس في مكانه. يبدأ في تدليك عنقها. يقول "واحد من إياهم تاني؟" "لأ. ده مش بيرخم. ده أنا عارفاه. اتصل كذا مرة قبل كده" تتنهد وتقول "وحداني..." يقول "صعبان عليكي قوي كده يختى" ويزيد الضغط على عنقها حتى تصرخ وتفز من على كرسيها وتنهره "ناقصاك انت كمان!" ثم تقول "على فكرة بيتهيألى كفاية كدة النهاردة..." "ليه، مش هيوحشك سي زفت!" يخرج دخان سيجارته دفعة واحدة وكأنه يقذفها به. تشخر وتترك المطبخ.




"موز"
"أيوة يا عيوني"
"ما بعرفش أنام من غير ما أسمع صوتك في الراديو"
"عارفة"

Comments: إرسال تعليق

<< Home

Archives

أغسطس 2005   سبتمبر 2005   يونيو 2006   أغسطس 2008   أكتوبر 2009   فبراير 2011   أبريل 2011   يوليو 2011  

This page is powered by Blogger. Isn't yours?